الرصاص Pb) Lead) معدن لين مرن لونه أبيض مزرق قابل للتشكل والطرق، ومقاوم للتآكل، رقمه الذري 82 ووزنه الذري 207 ووزنه النوعي 11.35.
تحتوي خامات الرصاص عادة على عناصر الكبريت والزنك والنحاس ومن أهمها وجودا في الطبيعة خام جالينا Galena الذي يتركب من كبريتيد الرصاص (PbS) والذي يستخدم في طلاء المرايا، كما يستخدم كصبغة زرقاء.
يوجد الرصاص في صور أخرى مختلفة منها أكاسيد الرصاص وتشمل أول أكسيد الرصاص (PbO) وهو أكثرها استخداما في صناعات الرصاص غير العضوية كما يستخدم في تصنيع لوح البطاريات وفي صناعات الرصاص غير العضوي كما يستخدم في تصنيع لوح البطاريات وفي صناعة السيراميك والزجاج.
ومن الأكاسيد الأخرى أكسيد الرصاص الأحمر (Pb3O4) وهي صبغة حمراء لامعة وتستخدم في دهانات المنازل وأسطح المعادن لمنع تآكلها وفي التشحيم وفي صناعة الزجاج والكريستال.
من أملاح الرصاص كبريتات الرصاص (PbSO4) والتي تدخل في صناعة الصبغات الزرقاء والبيضاء وسليكات الرصاص (PbSiO3) وتستخدم في الدهانات وفي صناعة الزجاج والسيراميك والمطاط، وكرومات الرصاص (PbCrO4) الذي يستخدم في الأحبار والصبغات والصناعات الجلدية.
يعتبر الرصاص أول المعادن التي صهرها الإنسان فالمواسير الرصاصية التي صنعها الرومان لازالت تستخدم حتى وقتنا الحالي، ويرجع استخدام أكسيد الرصاص في صقل الفخار إلى العصر البرونزي منذ حوالي 5500 سنة.
ومن مصادر التلوث بالرصاص، تلك الناتجة عن عمليات التعدين والحفر في المناجم وعمليات صهر الرصاص وتصنيعه لعمل مواسير المياه والصرف الصحي والوصلات المختلفة، وفي عمليات اللحام وخاصة عند حفظ الأغذية في صفائح أو بالتعليب.
كذلك فإن الرصاص يدخل في صناعة كثير من الأدوات الصحية وفي كثير من أصباغ الشعر ومساحيق التجميل وأحبار الطباعة وأقلام الرصاص وبعض المبيدات، وأخطرها دهانات لعب الأطفال. وقد كانت معظم دهانات المنازل حتى عام 1960 تحتوي على عنصر الرصاص وبعد أن عرفت خطورته على صحة الإنسان بدأ من ذلك الوقت استبدالها بصبغات أخرى وقد منعت بعض الدول استخدام الرصاص في دهانات المنازل.
كثير من الأجهزة المنزلية يدخل الرصاص في تركيبها حيث يدخل في تصنيع كثير من الأجهزة الإلكترونية من تليفزيونات وراديوهات ومسجلات وأجهزة فيديو حيث يكثر وجودها في لوحات الدوائر وفي الزجاج الرصاصي لشاشات التليفزيون وجميع هذه الأشياء عندما تستهلك فإنها تلقى في مقالب القمامة وتكون أحد مصادر التلوث بالرصاص.
من ملوثات الجو الرئيسية في المدن رابع ميثيل الرصاص ورابع إيثايل الرصاص اللذان يضافان إلى وقود السيارات منذ حوالي 70 سنة لتحسين كفاءة الوقود في إدارة المحركات.
ويمثل الرصاص الخارج من عوادم السيارات، وغالبا ما يكون في صورة بروميد الرصاص اكبر ملوث لجو المدن ذات الكثافة العالية في السيارات ويكون الرصاص الناتج من العادم معلقا ضبابيا يبقى عالقا في الجو لمدد طويلة. وقد إتجهت كثير من الدول إلى استبدال الرصاص في البنزين بمواد أخرى أقل ضررا على البيئة وفي نفس الوقت تحسن أداء البنزين برفعها للرقم الأكتيني للبنزين.
يدخل الرصاص إلى جسم الإنسان عن طريق الجهاز التنفسي مع التنفس والجهاز الهضمي مع الطعام والشراب ومن خلالهما يصل إلى الدم وعادة ما يذهب بعد ذلك إلى المخ ويترسب في العظام والأسنان. الرصاص سام لكثير من أعضاء الجسم حيث ان ارتفاع معدلاته في الجسم تتسبب بحدوث أنيميا ونقص في هيموجلوبين الدم وقد يحدث تلفا شديدا للكلى والكبد والمخ والجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي ويصحب التسمم بالرصاص حدوث تقلصات في البطن مصحوبة بآلام شديدة وقد يحدث مغص كلوي وصعوبة في التخلص من حمض البوليك والإصابة بالنقرس وقد يحدث للكلى التهاب مزمن قد ينتج عن ه فشل كلوي يزداد وضوحا عند الإصابة بالنقرس. وبالنسبة للكبد فإن الرصاص قد يتسبب في حدوث التهاب كبدي قد يتطور إلى تليف كبدي ودوالي في المريء ثم ارتفاع في حموضة المعدة والإثنى عشر، وقد تنتهي بغيبوبة كبدية. وبالنسبة للجهاز العصبي فيظهر شعور بالإرهاق والخمول وتوتر زائد والتهاب في الأعصاب وبالنسبة للرئتين فإن الرصاص يحدث تهيجا في أغشية الشعب الهوائية فتحدث حالات ربو ونزلات شعبية، وأحيانا يحدث تليف بالنسبة للقلب.
ونظرا لدخول الرصاص في أحبار طباعة الصحف فإنه ينصح بعد استخدام ورق الصحف في تغليف المواد الغذائية أو في امتصاص الزيت الزائد بعد قلي الخضراوات كما في حالتي البطاطس والباذنجان كما ينصح بغسل الأيدي جيدا بعد قراءة الصحف.
يختلف الأشخاص في مدى تأثرهم بالتلوث بالرصاص، فأكثرهم تأثرا به هم صغار الأطفال والحوامل لقابليتهم المرتفعة لامتصاص عنصر الرصاص، فيظهر على صغار الأطفال نقص في معدلات الذكاء (IQ) مع صعوبة في التركيز قد تصل بهم إلى حالة تخلف عقلي ويرجع ذلك إلى ترسيب الرصاص في المخ وما يحدثه من إعاقة لنمو خلايا المخ وباقي الجهاز العصبي كذلك فإن النمو العام للطفل يتأثر بذلك وقد وجد ان ارتفاع معدلات الرصاص عند الحوامل أدت إلى نقص أوزان أجنتهن، وقد ينتج عن ذلك التلوث ولادة أطفال متخلفين عقليا او مشوهين. يرى البعض ان من أسباب إنهيار الدولة الرومانية تلوث البيئة بالرصاص، فقد كانت أواني الطبخ والأكل تصنع عادة من الرصاص او تطلى به.
لكل ما سبق يتضح لنا خطورة التلوث بالرصاص وأهمية تنقية الماء والهواء والغذاء من مصادر التلوث به، ويمكن ذلك باستبدال شبكات المياه الرصاصية وكذلك الوصلات الرصاصية ببدائل آمنة وعدم استخدام الرصاص في لحام صفائح ومعلبات الطعام واستبدال الدهانات الرصاصية بأخرى مأمونة ومنع إضافة الرصاص لوقود السيارات. أما الحد الأقصى المسموح به من الرصاص في مياه الشرب 0.05 مللي جرام/ لتر.