اكتشف باحثون مؤخرا نهرا عظيما شرق ليبيا على الحدود ما بين مصر والسودان ، وتبلغ مساحة النهر ما لا يقل عن ربع مساحة جمهورية مصر العربية، وله دلتا تشبه المروحة في الجزء الغربي من صحراء مصر الغربية، هذا ما كشفت عنه " المجموعة البحثية للدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأمريكية، بما قد يساهم في إحداث طفرة زراعية واقتصادية لمصر تبدأ من حدود مصر مع ليبيا.
يأتي هذا ضمن اكتشافات عديدة باستخدام تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد للبحث عن موارد مائية جديدة في مصر والعالم العربي باستخدام تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد.
الدكتورة إيمان غنيم الباحثة بمركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن، وعضو المجموعة البحثية أعلنت عن هذا الاكتشاف أثناء تواجدها في مصر،في ختام ورشة عمل مصغرة بالجامعة الأمريكية عن تنمية القدرات في تطبيقات علوم الفضاء الذي تنظمه الشبكة المصرية لفيزياء الفضاء بالتعاون مع الباز وجامعة القاهرة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
الأبحاث التي استمرت من 2009 إلى 2010 وفقا لغنيم انطلقت من محاولة الإجابة على علامة استفهام كبيرة حول منطقة خضراء وسط الصحراء في شرق ليبيا ، لم يكن لها تفسير علمي واضح ،وباستخدام الصور الرادارية – أحد التقنيات الاستشعار عن بعد- تم الكشف عن ما تعجز العين العادية عن رصده حول نهر عظيم، لو تم ضخ استثمارات حكومية في هذه المنطقة من الممكن أن نجد مياه جوفية وبترول.
أهمية هذا الاكتشاف الذي سينشر قريبا في أحد الدوريات العلمية المعروفة أنه ربما يفسر أسباب وجود بحر الرمال الأعظم في المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا بحسب غنيم، وهي المنقطة التي عجز العلماء عن إيجاد تفسير علمي لها منذ عشرات السنين.
فقد تباينت النظريات العلمية في وضع افتراضات لحدوثها كافتراضية التعرية الهوائية أو ترسيب الرمال بفعل الرياح لفترات طويلة، أو كافتراضية التعرية المائية التي اختلف حولها كل من دكتور رشدي سعيد أستاذ الجيولوجيا ودكتور الباز ، فبينما يشير الأول إلى أنها تعرية مائية حدثت من الشمال حيث البحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب، أما الثاني فقد افترضت وجود مصادر مائية في الجنوب رسبت الرمال في الشمال في منطقة بحر الرمال الأعظم.
نظرية الباز أصبحت هي النظرية الأقوى في تفسير غنيم لوجود منطقة بحر الرمال الأعظم في غرب مصر ، لأن الاكتشاف الأخير للنهر الليبي يؤكد هذا نسبيا، وأضافت "هذا الاكتشاف أيضا ربما يفسر طريق الإنسان القديم الذي ارتحل من وسط أفريقيا إلى الشمال لان الإنسان لا يستطيع أن يبتعد عن المياه أثناء ارتحاله.
وفي ردها على سؤال لداليا العقاد حول وجود تأكيدات عن توافر مياه من عدمه في هذه المنطقة ، ذكرت أنها لا تستطيع أن تتعدى على تخصص المهندسين وعلماء الآثار والحفريين ، فهذه تعد جريمة في الولايات المتحدة الأمريكية على حد تعبيرها.
غير أنها أكدت أن دولة الإمارات سبق أن اعتمدت على أبحاث الباز في احتمالية وجود خزان مائي كبير في منطقة الشرق، وبالفعل تم اكتشاف عشرات الآبار في هذه المنطقة، وأضافت " يبقى دوما الجهد على الحكومة في البحث وراء الاكتشافات والاهتمام بعلوم الفضاء ووضع ميزانية خاصة به"، وتابعت" نحن علماء مصريين نعمل في أمريكا ولكننا نحمل كل هموم المصريين على أكتافنا ونسعى إلى تنمية مصر في غربتنا دون مقابل".